طبول الوالي

المساحة الزمنية بين ظهور الطبول التي كان يستخدمها الوالي لإشاعة الأخبار في المدينة وبين ظهور الــFacebook و Twitter تكمن قصة شغف البشرية بالإعلام عبر العصور ! 


فرغم تباين وتنوع الأهداف التي تُحفزّنا وتدفعنا لإستخدام وسائل الاعلام إلاّ أننا جميعنا نشترك في هذا الشغف والتطلع لهذه الوسائل!


وسائل الاعلام على اختلافها...- شاشة صغيرة او أوراق خفيفة - في حياتنا هي :


هي نافذتنا إلى آفاق أخرى وعوالم واسعة رحبة تجعل عقولنا أكثر ثراء 


هي سُجّاد علاء الدين السحري أو طائرة ايرباص 777 التي تنقلنا إلى أي مكان في العالم حتى وإن حالت الظروف المادية والزمانية 


هي القنوات التي تنفذ من خلالها  مشاكلنا عندما تُغلق المكاتب دوننا وينشغل المسئولون عن سماعنا- وإن كان ذلك أحيانًا وليس دائمًا - 


هي الطريقة الأسرع والأسهل للمتعة التي يُمكن أن تنفرد بها وحدك أو تتقاسمها مع مئات في أثناء واحدة أثناء مشاهدة فيلم على سبيل المثال! 


هي الطريقة الأوفرّ والأسرع للوصول إلى كل من تحب مهما بعدت الشُقة واتسعت المسافة ! 


هي سيارة الاسعاف التي تنقذنا من القلق والخوف بالأخبار والتقارير عندما تحل بديارنا أو ديار أحبابنا كارثة ! 


هي التي تتيح لنا الفرصة بأن نعيش أكثر من حياة بالاطلاع على تجارب الآخرين من حولنا !


كل ذلك وأكثر من ذلك تستطيع شاشة صغيرة أن تمنحنا إياه ...لكنها في ذات الوقت :


يُمكن أن تسلبك عمرك وتُضيع أكثر اوقاتك فعالية بسحرها الذي لا يُقاوم 


يُمكن أن تنحدر بك وباهتماماتك إلى أسفل إلى القاع 


يُمكن أن تكون فيها ضحية للعبة قام بتصميمها الآخرون 


يُمكن أن تشغلك عن حميمية ودفء العلاقات الشخصية سواء داخل العائلة أو في محيط أصدقاءك 


يُمكن أن تُغريك سرعة وصول الاخبار فيها ..فتعيش متصيدًا لحركات الناس 


هُنا في مادة تأثيرات نفسية لوسائل الاعلام لا نُريد أن نروّج لوسائل الاعلام ولا نُريد أن نّحذر منها ..نريد أن نلتزم حيادية الباحث وموضوعية المفكر ودقة العالم في المختبر وسعة أفق المجرّب وذكاء الاعلامي ومتعة المشاهد والمستهلك !


نريد أن نناقش حتى نصل إلى الوعي الذي يجعلنا قادة لهذا الاعلام لا منقادين :)